Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

TageMagazine  . مجلة  تاج

TageMagazine . مجلة تاج

مساحة للتاريخ و البيئة تأسست في 01 نوفمبر 2009. Un espace pour l'Histoire et l'environnement.Crée le 01 novembre 2009.


حملة شارلكان على مدينة الجزائر في أكتوبر - نوفمبر 1541 م . الجزء الثاني و الأخير

Publié par Katebtageblog sur 8 Janvier 2014, 21:20pm

Catégories : #تاريخ و آثار

معلم مقام الشهيد و رياض الفتح في أعالي خليج مدينة  الجزائر ( كدية الصابون) حيث نصب الإمبراطور شارلكان خيمته استعدادا لدخول مدينة الجزائر

معلم مقام الشهيد و رياض الفتح في أعالي خليج مدينة  الجزائر ( كدية الصابون) حيث نصب الإمبراطور شارلكان خيمته استعدادا لدخول مدينة الجزائر

آخر تحديث يوم 14-01-2018 على الساعة  19و17دقيقة.

أمام رفض حسن آغا تسليم المدينة  لم يبق إلا القتال .

في يوم 24 سار الجيش. كانت الطليعة تتكون من الإسبان تحت قيادة "فرديناند دي غونزاك" وفي القلب كان الملك وجنوده من الألمان والمالطيين أما الصقليون مع فرسان مالطة فشكلوا المؤخرة تحت قيادة "س.كولونا".

 
 

هاجمت كوكبة من الأهالي الجناح الأيسر وتحتم للتخلص منهم انتزاع المرتفعات و قد أنجز الصقليون وجيش "بونة" (عنابة)هذه المهمة بنجاح كبير وصعدوا ،في وقت قصير، التل المسمى بكدية الصابون حيث سيبنى فيما بعد حصن الإمبراطور(...)

على الساعة التاسعة ليلا اشتدت الريح وهبت عاصفة عــــــاتية علــــى الخليـــــج وألقت ببللها وبردها على  الجنود الجياع الذين كانوا في العراء في حالة معنوية سيئة، ولم تكتف بذلك  فرمت بالسفن العديدة بعضها على بعض و قذفتها إلى الســـاحل. وجاءت فرصة ثمينة لم تكن منتظرة استغلها حسن آغا ببراعة في الصباح الباكر بإخراج إنكشارييه تحت قيادة الحاج البشير لمهاجمة الجيش الإمبراطوري.

فوجئت طليعة الجيش الإمبراطوري بهذا الهجوم المباغت في مثل تلك الظروف وارتمت بفوضى على القلب ولم يتحول هذا الفشل إلى كارثة إلا بفضل شجاعة فرسان مالطة إذ مكن تصرفهم الشجاع ل" كولونا " بأن يجمع رجاله وسرعان ما اضطر الانكشاريون إلى العودة إلى المدينة.

لم تكن لهذه المناوشة أهمية كبيرة ولكن العاصفة زادت عنفا. و شاهد الجيش، من ذلك المدرج حيث كان مستقرا ، قدوم عشرات  السفن متتابعة إلى الشاطئ . كان الأهالي المصطفون على الشاطئ يحيون غرق كل سفينة بصيحات مرعبة، وتحتم إرسال عدة كتائب لحماية المنكوبين.

أنزلت  المؤن من  على ظهر سفن الأسطول ولم يضع منها  شيء، لأن المحاصرين لم يكن يظهر عليهم الاستعداد للقيام بمحاولة أخرى للخروج خارج الأسوار.
لم يكن لدى هذا الحشد الضخم ما يأكله  ولا ملجأ يأوي إليه. زد على ذلك أن العاصفة كانت مستمرة.

كان "دوريا" قد بعث إلى الملك، نداء يائسا متوسلا إليه أن يتخلى عن مشروعه لتجنب كارثة أكبر، وأعلمه أنه سيغادر هذا الخليج المهلك وأنه سينتظره وراء رأس ماتيفو (تامنتفوست) . كان دوريا،على الدوام، ينصح بعدم القيام بهذه الحملة. أما الجنود فقد  فاض يأسهم  لما رأوا آخر سفنهم تتخلى عنهم ولم يكن بالمستطاع إقناعهم بأن هذا الإجراء كان لضمان  نجاتهم.

كان شارل الخامس، منذ مساء يوم 25، قد قرر الانسحاب في اليوم الموالي وأمر بقتل كل الخيول، بداية بحصانه هو، لإطعام جيشه.

في صباح يوم 26، بدأ الجيش انسحابه و قضى النهار بكامله للاستقرار وراء "واد خنيس" (واد الخميس؟ أو الكنيس ؟). في اليوم الموالي 27 تشكل في طابور انسحاب ضخم، وكالعادة في مثل تلك الحالات، خرجت أسراب من المهاجمين ولا أحد يعلم من أين خرجت لتهاجم ذلك  الجيش المحطم المعنويات والمنهك . تحتم اجتياز واد الحراش الذي كان في حالة فيضان ثم الحميز، و أخيرا تم بلوغ رأس ماتيفو يوم 29، حيث لجأت السفن الناجية من الغرق والجنوح، وحيث عثر على الطعام.

في "ماتيفو " عقد قادة الجيش مجلس حرب و تبادلوا الآراء في شأن الركوب والرحيل، باستثناء اثنين منهم وهما ف.كورتاز و"كونت ألكودات" وقد ذهب إلى حد طلب شرف القيام بعمل يتحمل مخاطره مع بعض المتطوعين المختارين . و لكن "دوريا" ألح على مغادرة هذا الخليج غير المضياف في أسرع وقت وتغلبت وجهة نظره.

بدأ الصعود إلى السفن يوم 01 نوفمبر، و بما أن البحر أصبح أكثر هيجانا تركت السفن المحملة تذهب على حدة. اثنتان منهما جاءتا إلى الساحل وشوهد البحارة والجنود الذين نجوا من الأمواج يقعون تحت رحمة  خناجر الأهالي.

لم يغادر الإمبراطور الشاطئ إلا يوم 03 واضطر إلى الفرار من وجه العاصفة و البحث عن ملجأ في بجاية (الواقعة تحت السيطرة الإسبانية آنذاك) وهناك أمر بترميــم الدفاعــات وإتمامها ولكن الأمل في العثور على مؤن في هذا المكان خاب إذ كل من كان فيه كان يعاني الجوع.

في يوم 18 نوفمبر،  غادر شارل الخامس ذلك الملجأ ودخل يوم 2 ديسمبر إلى مدينة قرطاجنة في حالة يرثى لها حيث استقبله رعاياه بفرح لأن الشائعات عن موته كانت قد انتشرت.وهكذا انتهت حملة الجزائر .
إن هذا الفشل هو أول فشل خطير يتعرض له شارل الخامس. الخسائر التي تكبدها الإمبراطور أمام مدينة الجزائر ضخمة :جنوح عدد كبير من السفن إلى الشاطئ، خسران كل عتاده، حوالي 200 قطعة مدفعية، و أخيرا إذا استندنا إلى أرقام المسلمين، 12 ألف رجل بين غريق وقتيل  أو أسير.هذه هي حصيلة تلك الحملة  البائسة.

إذا كانت للكارثة أمام الجزائر انعكاسات مؤلمة على أوروبا فإن الأثر المترتب عنها في بلاد البربر، هو في اتجاه آخر ربما أكبر وأعظم. 
أرسل حسن وصفا مسهبا إلى الباب العالي عن طريق مبعوث خاص قدمه خير الدين باشا بنفسه للسلطان، وقد أغدق السلطان سليمان (القانوني) عليه بالهدايا لرئيسه ولقبه باشا، حاكما للجزائر.عند عودته المبعوث إلى الجزائر أستدعي مجلس كبير للانعقاد في الديوان و قرئت فيه رسائل السلطان . وأقيمت الأفراح المستمرة  في هذه المدينة التي حماها الإله بجلاء ووضوح. و قد كتب مؤلف مسلم معاصر للأحداث أن مدينة الجزائر كانت ، حينئذ ، تشبه عروسا شابة تتأمل بخيلاء جمالها وتتمتع بسعادة لا مثيل لها.
كان اليهود من بين الذين أبدوا فرحم الغامرأفراحهم فلقد وجدوا في مدينة الجزائر ملجأ من اضطهاد الإسبان لهم . لقد تلقوا برعب كبير احتمال الوقوع ثانية تحت نير مضطهديهم .و نظم الحاخامات أشعــــــارا مدائحيـــة وأحييت ذكرى انكسار الإسبان،إلى وقت قريب، من طرف يهود الجزائر.

المصدر:

TROISIEME.1868   TOME HISTOIRE DE L’AFRIQUE SEPTENTRIONALE,  ERNEST MERCIER 

ترجمة:كاتب مدونة تاج بتصرف.

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :

Archives

Articles récents