الحرب الخاصة الجارية في الجزائر ليست و لم تكن يوما، "معركة ليلية في نفق مظلم" كما صرح البعض قبل بضع سنين.
الحرب الخاصة لم تكن في يوم من الأيام من صنع عناصر غير منضبطة من هذا الجهاز الأمني أو ذاك أو غيره.
الحرب الخاصة ليست و لم تكن يوما "عملا أو أعمالا معزولة".
الحرب الخاصة عمل منظم و منسق و ممنهج حيك بإحكام من طرف أصحاب القرار في أعلى المستويات المتموقعين و المتحصنين في الجزائر المحروسة من جنرالات على اختلاف انتماءاتهم الجهوية و "مدنيين".
هذه الحرب الخاصة بوسائلها (لوجستيك) و أساليبها (تكتيك) تخاض على امتداد أكثر من عشرين عاما ضد جزائريين لا علاقة لهم ،لا من قريب و لا من بعيد، بالإرهاب وراء ستار من غبار و دخان الحرب ضد الإرهاب و التوازي معها.
الحرب الخاصة هي تارة عمليات خاصة تخاض في الميدان و تارة هي عمليات خداع و تضليل و تارة ثالثة هي لعبة غميضة ضد الأهداف البشرية في هذه الجزائر العميقة و مغالطة الرأي العام، تقوم فيها أطراف الحكم في الجزائر في القمة وعلى اختلاف انتماءاتها الجهوية بتوجيه أصابع الاتهام ،تارة بالتلميح وتارة أخرى بالتصريح، بعضها ضد البعض الآخر كجزء من الاستراتيجيـــــا و كلعبة ورياضة للترويح عن النفس.
الحرب الخاصة مستمرة على امتداد الزمان و المكان و لكن معركتها الرئيسة تدور رحاها في هذه الجزائر العميقة و تحت أعين قادة البلاد و حكامها.
الحرب الخاصة في الكثير من جوانبها،بدون شك و بدون مبالغة، استمرار للحرب الكولونيالية في الجزائر منذ عام 1830.