
معركة زاما 202 ق.م انتصر فيها الرومان بقيادة سيبپيو الأفريقي على القرطاجيين بقيادة هاني بعل . هي المعركة الأخيرة و الحاسمة في الحرب البونيقية الثانية أنهت قيادة حنبعل للقوات القرطاجية كما أنهت حظوظ قرطاجة لمنافشة روما.
جرت المعركة في موقع ذكره المءرخ الروماني فيفي باسم ناراڨارا ( ساقية يدي يوسف حاليا في القطر التونسي) .أما الاسم " زاما" فقد منحه للموقع الذي لم يحدده المؤرخون المعاصرون أبدا ،المؤرخ الروماني كورنيليوس نيپوس حوالي 150 سنة من بعد.
مع حلول العام 203 ق.م أصبحت قرطاجة في خطر كبير من هجوم قائد القوات الرومانية الجنرال پيبليوس كورنيليوس سيپيو الذي غزا أفريقية و انتصر في معركة كبيرة حوالي 32 كلم غرب مدينة قرطاجة نفسها. استدعي الجنرالان القرطاجيان حنبعل و شقيقه ماڨو من حملتهما العسكرية في إيطاليا .
عاد حنبعل إلى أفريقية مع جيشه من 12،000 من المحاربين المحنكين و بسرعة جمع 37.000 جندي للدفاع عن مشارف قرطاجة. أما ماڨو الذي جرح في ميدان القتال في معركة ليڨوريا ( قرب جنوة) فقد توفي أثناء اجتياز البحر إلى أفريقية.
من جهته ، عبر سيپيو نهر بڨراداس(المجردة) باتجاه قرطاجة ، طالبا معركة حاسمة ضد القرطاجيين.بعض قوات سيپيو الرومانية كانت من المقاتلين المحنكين الناجين من معركة " كان" و كانوا راغبين إشفاء غليلهم بالثأر من تلك الهزيمة المنكرة التي لحقت بهم فيها.
بعد وصول حلفائه أجتمع لدى سيپيو نفس العدد من الجنود الذي كان عند حنبعل (40.000 رجل )، و لكن فرسانه و عددهم 6.100 فارس تحت قيادة حاكم نوميديا ماسينيسا و الجنرال الروماني ڨايوس لايليوس كانوا متفوقين على الفرسان القرطاجيين عددا و تدريبا . لان حنبعل لم يكن قادرا على نقل أغلبية خيوله ، أضطر إلى قتلها للحيلولة دون وقوعها في أيدي الرومان. و لم يستطع تجنيد أكثر من 4.000 فارس أغلبهم من حليف نوميدي متواضع يدعى تيخايوس.
وصل حنبعل متأخرا فلم ينجح في منع ماسينيسا و قواته من الالتقاء بسيپيو ما جعل سيپيو في وضع يسمح له باختبار ميدان المعركة. هذا الوضع عكس الوضع الذي كان في إيطاليا أين كان التفوق في سلاح الفرسان لحنبعل و كان هو من اختار الميدان بعناية . زيادة على استعمال 80 فيلا حربيا لم تكن مدربة بالقدر اللازم ، كان حنبعل على رأس جيش أغلبه من المجندين القرطاجيين الذين كانت ينقصهم الكثير من الخبرة في خوض المعارك . من بين صفوفه الثلاثة في ميدان المعركة ، و حدهم جنوده المحنكون من معارك إيطاليا (بين 12.000 و 15.000رجل) كانوا معتادين على مقاتلة الرومان ، و كانوا متموقعين في طليعة تشكيلته القتالية.
قبل بداية المعركة ، التقى حنبعل و سيپيو،ربما لأن حنبعل رأى أن ظروف المعركة لم تكن لصالحه،كان يأمل في التفاوض حول تسوية سخية . أما سيپيو فربما كان ما دفعه لمقابلة حنبعل هو الفضول و لكنه رفض العروض المقدمة.
المصدر : Encyclopaedia Britannica
تعريب: مجلة تاج Tagemagazine
يتبع