Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

TageMagazine  . مجلة  تاج

TageMagazine . مجلة تاج

مساحة للتاريخ و البيئة تأسست في 01 نوفمبر 2009. Un espace pour l'Histoire et l'environnement.Crée le 01 novembre 2009.


علم الآثار (الأركيولوجيا) ، تعريفه و مناهجه

Publié par Kateb sur 7 Janvier 2023, 11:59am

Catégories : #تاريخ و آثار

مقدمة :

علم الآثار أو الأركيولوجيا (من الإغريقية " أركايوس" أو "أرخايوس" و تعني العتيق و" لوغوس" وتعني خطاب ثم دراسة .

هو دراسة علمــــية للثقـــافـات و أســــاليب الحياة الماضية عن طريق تحليل بقاياها المادية.

تطور و توسع حقل هذا التخصص أو العلم توسعا كبيرا عبر الزمان ،فبعد أن كان منحصرا في جمع أشياء الفن الرومانية أصبح اليوم يهتم بكل البقايا  المتوفرة (من المنتجات أو الأعمـــــال الفنيــــــة إلــــى أمــــاكن طرح النفايـــات و العظام المتحجرة إلى حبوب الطلع ) و في كل الفترات (من ظهور الإنسان إلى العصر الصناعي) و بكل المناطق في العالم. كما يستعين ، من جهة أخرى، بتخصصات تسمح بالتعرف على البيئة في العهود المختلفة.

وبهذا أصبح علم الآثار عبر الزمن علما متعدد التخصصات يشرك تاريخ الفن ، الاثنوغرافيا ،الباليونتولوجيا (علم الكائنات الحية القديمة)،الجيولوجيا،علم البيئة ،العلوم الفيزيائية، علم المناخ .الخ

-2 المراحل التاريخية التي مر علم الآثار الأركيولوجيا :

-1-2الأصول :

إذا كانت الثقافة القروسطية قد بقيت متأثرة كثيرا بمعرفة و دراسة النصوص القديمة ، فإن ممارسة علم الآثار لم تبدأ إلا في عصر النهضة مع بعض الحفريات أنجزت في روما ثم بعد ذلك في موقعي هيركولانوم (1738) وبومباي (1748) عرفت بماض مجيد أثثت به الأرستقراطيا مساكنها و حدائقها.

إلى غاية نهاية القرن 18 اكتفى جامعو الأشياء القديمة بجمع الأعمال الفنية قليلا ما كانوا يبحثون عن معانيها.و مع ذلك فإن المعلومات الأولى المحصل عليها فتحت أدت إلى الدراسات العلمية الأولى حول التاريخ القديم ، و على الخصوص ، تلك الدراسات التي قام بها عالم الآثار الألماني يوهان جواكيم ويكلمان  Johan Joachim Winckelmann

 2-2وضع إطار علمي في القرن التاسع عشر :

أعطت الحملة على مصر في مطلع القرن 19، لعلم الآثار إطارا أكثر اتصافا بالطابع العلمي إذ سمح له بتجاوز مرحلة الفضول البسيط و العمل الفني. و مع ذلك بدا في استخدام طرق جديدة بفضل اكتشاف و دراسة ثقافات تعود إلى فترة ما قبل التاريخ التي أدى غياب الوثائق المكتوبة بشأنها إلى الالتفات نحو مصادر أخرى للمعلومات.

في 1918 اقترح الدانمركي كريستيان تومسن نظاما لعصور ثلاثة (العصر الحجري، العصر البرونزي، والعصر الحديدي) لتصنيف الأشياء المعثور عليها أثناء الحفريات و المنسوبة إلى الإنسان الأول.و لكن الاكتشاف الأكبر يعود إلى جاك بوشي دو برث الذي اكتشف في عام 1844 و درس أدوات حجرية مشتركة مع حيوانات متحجرة في مخزن حصوي في وادي الصوم بالقرب من أبفيل (في فرنسا).بفضل أعماله، تقبل العلماء في الأخير فكرة وجود كائنات حية قبل الطوفان المذكور في التوراة.

خلفية هذه الدراسات هي تطور الجيولوجيين في أواخر القرن 18 و بداية القرن 19 أمثال شارل ليال الذي كان أول من حرر دراسة تاريخ الأرض من قوقعة سلم زمني توراتي كان الوحيد المتمتع بقيمة علمية و كان يحصرها في مدة ستة آلف سنة(تبدأ مع الخلق الإلهي و في عام 4004 قبل المسيح).

تزايدت الأهمية الممنوحة للجيولوجيا و علم الطبقات (السترتيغرافيا)أيضا في النصف الثاني من القرن 19 بعد نشر شارل داروين و ألفريد ر. والاس  لنظريتيهما حول تطور الكائنات الحية،مع ما يستلزم ذلك لتطورهما الثقافي.بعد ذلك قادت الدراسات الأساسية التي أجريت في فرنسا إلى كرونولوجيا ما قبل التاريخ التي أنجزها غابريال مورتيي.في هذه الفترة المتميزة بالاكتشافات العلمية الكبيرة أجريت الحفريات المتعددة في الشرق الأدنى و في العالم القديم أشهرها تلك التي قام بها بول إيميل بوتا في نينوى و في خورساباد (1843،1845)، أوغست ماريات (في مصر،1851-1881)،و هاينريش شليمان في (طروادة 1871 و ميسان Mycènes 1876) و المدرسة الفرنسية بأثينا(في ديلوس1835 و دلفس1850). ساهمت كذلك في وضع قاعدة تاريخية متينة لدراسة الثقافات المطابقة.  

2-3 -التطور في النصف الأول من القرن العشرين :

شهد مطلع القرن العشرين 20 وضع أساليب استراتيغرافية صارمة تأخذ بعين الاعتبار الأشياء التي تبدو لأول وهلة ثانوية (شظايا الأواني الفخارية و الطينية) بداية بأعمال فليندرز بتري Petrie) (Flinders في مصر و الحفريات واسعة النطاق مثل تلك التي قام بها روبرت كولدواي Robert Koldewey في بابل .

في فترة بين الحربين العالميتين الأولى و الثانية ،أجريت عمليات تنقيب مهمة في شرق البحر المتوسط و في الشرق الأدنى إذ فتح المعهد الشرقي Oriental Institut من شيكاغو و رشات تنقيب عديدة أشهرها حفريات برسيبوليس و مغيدو Megiddo . و نقب ليونارد وولي Leonard Woolley بحفريات في أور و آرثر إيفانس في كنوسوس و هوارد كارتر في مصر و أندري بارو André Parrot في تدمر و كلود شايفر في أوغاريت ، و بينت هذه الأعمال  كنوزا ثمينة.

أهم حقل أو ورشة في علم الآثار الحديث ،هو بدون شك ذلك الذي سمح بكشف أغورا أثينا من طرف فريق أمريكي ،و الذي اكتمل بتأسيس متحف مرتبط بالموقع.

أنجز في نفس الوقت تقدم جديد في طرق جمع المعلومات حول الماضي، مثل الصورة الجوية لاكتشاف و دراسة المواقع، و تحليل حبوب الطلع للتعرف على النبات (و بالتالي على المناخ و الحيوانات المرتبطة يهما ).

و أخيرا بعد وفترة قليلة من الحرب العالمية الثانية أدى  ابتكار التاريخ بواسطة الكربون 14 من طرف الكيميائي الأمريكي  ويلارد ليبي Willard Libby،إلى ثورة حقيقية في علم الآثار  بإعطائه لتواريخ بهامش خطا صغير جدا انطلاقا من مواد عضوية و بالتالي ، لأول مرة ،كرونولوجيا أو جدولا تاريخيا موثوقا به يمكن و ضعها على علاقة متبادلة مع المعطيات الأخرى.

2- 4 علم الآثار المعاصر :

طرق التنقيب و الشرح أو التفسير التي اقترحها ابتداء  من عام 1945 الفرنسي أندري لوروا غورهان André Leroi-Gourhan في مواقع تعود إلى الباليوليتيكي (العصر الحجري الأول) و المدرسة الأمريكية الشمالية " علم الآثار الجديد" تمثل ثورة أخرى في ميدان البحث أركيولوجي . لقد أصبح علماء الآثار منذ ذلك الحين يتجاوزون تحليل و تصنيف الأشياء لمحاولة فهم المجتمع الذي صنعها، بل يسعون إلى فهم كيف و لماذا حدثت التغيرات الثقافية عوض الاكتفاء بوصفها و تأريخها (تحديد تاريخها  .(datation =

3- مناهج في علم الآثار :

يمكن تقسيم عمل عالم الآثار المعاصر إلى أربع مراحل متتابعة : الاستكشاف، التنقيب بالمعنى الحقيقي، وصف و تحليل المعطيات المكتشفة و أخيرا تفسيرها.

 3-1 –الاستكشاف)البحث (:

في العادة كان علماء الآثار يركنون se fier   إلى الاكتشافات الفجائية ،البحوث التاريخية و إلى الاستكشافات على القدمين في الميدان .أما اليوم فالباحث يدرس أولا كل الوثائق المتوفرة ) نصوص قديمة، تقاليد شفوية، دراسات تاريخية معاصرة، أعمال جيولوجية، الخ...) التي يمكن أن تقوده إلى موقع مذكور في وصف. العمل في الميدان مسبوق بدراسة مضنية قدر المستطاع لكل المصارد الاخرى للمعلومات الملحقة ،تكون في بعض الأحيان نؤكده بالصورة – التي فتئت أهميتها في هذا الميدان –تزداد مع التحسن التقني (التفسير بالصورة photo-interprétation،الصورة بالساتل).

منذ السبعينيات ،أضيفت تقنيات جديدة معقدة إلى ترسانة علم الآثار ،على الخصوص الطرق المغناطيسية التي تستعمل موجات الرادار المخترقة للتربة،الترموغرافيا بواسطة السكانير التي تكشف الإشعاعات دون الحمراء،قياس درجة المقاومة électrique résistivité الكهربائية ،أجهزة الماغنيطومتر ذات البروتونات والاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية .

في ميدان علم الآثار البحري ،زاد استخدام السونار و أجهزة الاستقبال الالكترونية من إمكانية استكشاف الأعماق البحرية و كشف أشياء و سفن غارقة.

في البحث عن الأطلال أو البقايا الأركيولوجية المغمورة أو المطمورة ،فإن الهدف هو العثور على مواقع لم يتعرض طبقاتها  للتشويش.

في أحسن الأحوال ستسمح الأشياء الموجودة في الطبقات بوضع كرونولوحيا(ترتيب زمني) دقيقة ، ووجود عدد كاف من المعلومات  السياقية ،سيسمح بإعادة تشكيل المنظومة الثقافية المطابقة لكل مستوى

يحدث أن تكتشف مواقع أثرية بالصدفة بمناسبة أعمال تسوية آو توطئة و أن تنظم "عملية تفتيش إنقاذية " أثناء فترة محددة بغرض الحصول على اكبر كم ممكن من المعلومات قبل انطلاق الأشغال مجددا.حسب أهمية الموقع المكتشف ،يحدث أن يتعرض المشروع الأولي للبناء لتعديل أو تغيير طفيف للحفاظ على جزء من الموقع أو جعله الوصول إليه ممكنا من طرف الجمهور في شكل متحف في عين المكان ،مثل الضريح الميروفنجي تحت فناء كنيسة نوتردام في باريس ، ميناء برغن Bergen العتيق في النرويج.

  3- 2 التنقيب :

يجري البحث المكثف عن المعلومات بصورة أساسية أثناء التنقيب الأركيولوجي .لهذا السبب يكون الباحث مزودا ب "دفتر التنقيب" ،الذي تتمثل مهمته في تسجيل وضعية الأشياء بالنسبة إلى تربيع دقيق أو مجدد précis.و يؤدي الدفتر كذلك مهمة مذكرة journal تسمع بعكس أو تسجيل  الأحداث التي وقعت أثناء التنقيب.

إن المفارقة في البحث الأركيولوجي هي انه يدمر (بالإزاحة المتتابعة للطبقات ) الشيء الذي تدرسه(موقع أثري في مجموعه)،وان كل معلومة أهملت أثناء التنقيب تضيع بطريقة نهائية .  

3-3-   الوصف و التحليل :

يمكن للملاحظات الأولية المسجلة أثناء التنقيب أن تسمح بتوجيهه بطريقة أفضل.يمكنها على سبيل المثال أن تكشف نقائص في الترتيب الزمني أو في التوزيع المجالي للأشياء نو الحث على توسيع مجال التنقيب بغرض جمع المعلومات الناقصة .التحليل الحقيقي يجري بعد التنقيب ،في المخبر.ومثله مثل جمع المعلومات للتحليل هدفان : الأول ، كرونولوجي ،ينبغي أن يسمح بوضع تواريخ (مطلقة أو نسبية) للموقع ووضعه  بالنسبة إلى الثقافات  المعروفة .

الثاني سياقي يتعين عليه أن يسمح بإعادة وضع المعطيات في إطارها الثقافي لتوضيح أنماط الحياة أو المعيشة و السلوك.

يمكن إنجاز جدول زمني مطلق في اغلب الحالات بواسطة طرق تأريخ متعددة مثل كربون 14، الدندروكرونولوجيا(دراسة حلقات جذوع الأشجار، التألق الحراري أوالباليومغناطيسية..Paléomagnétisme

إن إشراك تقنيات من تخصصات متعددة تسمح بوضع تواريخ نسبية غاية في الدقة، تقوم على مقارنة التوضع الطبقي لمواقع أثرية مختلفة : يمنح العمر الجيولوجي للطبقات التي اكتشفت فيها الأشياء أول عنصر للتأريخ ; إن الأبعاد النسبية لمختلف أنواع الأشياء التي صنعها الإنسان متميزة بسحنات ثقافية يمكن مقارنتها بأخرى اكتشفت في مواقع أخرى .إن  تجمعات المستحثات النباتية و الحيوانية – يمكن التعرف عليها بحبوب الطلع  تسمح بتحديد فترة التوضع حسب التاريخ المناخي للمنطقة و حسب مرحلة تطور الأنواع الحاضرة.

تدرس السياقات الثقافية و الايكولوجية بغرض إعادة إنشاء نمط حياة شاغلي الموقع و بيئتهم.عندئذ يعتبر كل شيء ليس فقط كمسجل  كرونولوجي ( زمنيبل كنتيجة لنشاط إنساني ،أو كعلامة تسمح بفهم أفضل لهذا النشاط.

إن مقاربة متعددة التخصصات تسمح بالكشف عن المكان الذي أخذت منه المواد الضرورية لإنتاج الشيء (سواء تعلق الأمر بالصوان الذي صنع منه رأس سهم ،أو الطين الذي صنع منه أواني، أو الملونات التي استخدمت في رسم على الصخور أو المعدن الذي صنعت منه قطعة نقود).أهم من ذلك ،هو أن هذه المقاربة تسمح  بإقامة العلاقات  التي كانت موجودة بين الثقافة المدروسة ومنظومتها الايكولوجية (استخدام الموارد،التنقلات ،الخ...)بل  تسمح كذلك بإعادة إنشاء دارة المبادلات بين (ال)مجموعات( ال)بشرية .

يقدم توزيع النفايات أو الحثالة (عظام، أدوات متكسرة و السقط، شظايا الأواني الطينية والفخارية،على سبيل المثال ) معلومات عن تنظيم الموطن أو المسكن (مناطق النشاط ، التنقل أو الراحة) وعن طبيعته موسميا كان أو دائما ، بنفس الدرجة مع آثار مسكن أو بقايا معمارية . محتوى القبور والطقوس الجنائزية التي يمكن أن نستنبطها منها قابلة للتفسير في عبارات أو حدود   termes القرابة ، المرتبة الاجتماعية والممارسات الدينية

3- 4 - التحليل :

يجري تحليل المعطيات الملتقطة أثناء التنقيب على عدة مستويات :

على مستوى الموقع موضوع الدراسة، يجري البحث عن فهم ما هي نشاطات مجموعة بشرية معينة في فترة زمنية معينة (بعض الأفراد خلال بعض الساعات إذا تعلق الأمر باستراحة خلال عملية صيد في العصر الحجري، أو آلاف الأشخاص خلال عشرات السنين إذا تعلق الأمر بمدينة تعود إلى التاريخ القديم( .إن علم الآثار التجريبي هو إعادة إنشاء تقنيات صناعة الأدوات و الأشياء الفنية،فيما كانت تستخدم ،أصل أو مصدر المواد و طريقة الحصول عليها ( مستخرجة من مكان قريب أو خلال رحلات طويلة أو أكثر من ذلك ذات مصدر بعيد جدا إلى درجة تحتم ذكر  ممارسات أو أعمال مقايضة)، أساليب  الصيد أو الزراعة. إن علم الآثار الإثنوغرافي يهتم بطبيعة المسكن (كوخ من الأغصان ،خيمة من الجلد ،مسكن من الحجارة أو من الآجر ،الخ...)، كما يهتم بتنظيمه و تهيئته الداخلية (مكان وجود الموقد، مناطق النشاط المتخصصة بهذه الدرجة أو بتلك، نظام جمع المياه adduction d’eau، الخ...)، بالطقوس الجنائزية (بقايا بشرية مختلطة بنفايات المطبخ أو مدفونة في قبور فردية أو جماعية مصحوبة بأشياء أو بدونها). إن خلاصة كل هذه العناصر تسمح بتشكيل فرضيات متينة حول وقائع لا تترك بقايا أثرية بالمعنى الدقيق، مثل البنيات الاجتماعية و الممارسات الدينية.

إن مقارنة مختلف المواقع على مستوى المنطقة يسمح بتحديد جداول زمنية تقوم على تطور البيئة والنشاطات البشرية .يمكن إعادة إنشاء الدارات التجارية أو طرق الهجرة  بتتبع انتشار التقنيات ،الأنماط (أي الطرز)        (styles )   أو المواد انطلاقا من مراكز إنتاج أو مواطن ثقافية(.

المصدر : Encyclopédie Microsoft Encarta

ترجمة : مجلة تاج  Tagemagazine

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :

Archives

Articles récents